الاثنين، 30 مارس 2009

مُتطفلون على موائد التاريخ ,!

اختلفت الدراسات حول أصل العرب وبدايات وجودهم , فمنهم من قال أنّهم وجدوا قبل 4000 سنة ويستدلّون بأن ثمود وعاد وكذلك مدين بلدان عربيّة وأنّ الأنبياء صالح وشعيب وهود كذلك عرب ,ومنهم من يرى أنّ العرب هم سلالة صوتيّة ظهرت من نسل إسماعيل, ويبدو أنّ التحليل الأقرب للصّحة هو أنّ العرب أقوام فعلاً ظهروا منذُ القدم وكانوا يتحدثون اللغات السائدة في تلك الحقبة من الزمن ,حتى ظهرت العربيّة الفصيحة على لسان إسماعيل وهي خليطٌ من عبريّة والده الخليل , وحميريّة جُرهم ,!والذي يظهرُ لي أنّ شبه الجزيرة هذه سميت بالعربيّة نسبةً إلى الصّحراء وليس إلى قاطنيها , وكم ورد في المعاجم فكلمة عرب تعني صحراء ,!وعلى هذا الأساس فالأنبياء الذين ظهروا في شمال الجزيرة ليسوا عرباً ( بالصوت ) ولكن بالسّكن ,!ويرى المباركفوري , صاحب التحفة في السيرة ( الرّحيق المختوم ) أنّ العرب دون الغوص في البائدة ( طُسم وجديس ) والسائدة كأبناء وسلالة إسماعيل , ودون التفسيرات المعقّدة للعرب العاربة والمستعربة ,! بدأ ظهورهم من أبناء إسماعيل , وانتشروا في الجزيرة العربيّة وشمال إفريقيا ,!ومن خلال البحث والقراءة في تواريخ الأمم والشّعوب , وجدنا أنّ العرب أمّةٌ لاتاريخ أوحضارة لها فهم متطفلون وصعالكة على موائد التاريخ ,! فتجدهم يركعون للملوك في شمال الجزيرة , وينشرون قصائد بين أيديهم , وتطالعهم وهم يشحذون بلاط كسرى وقيصر ,! يحبون ممارسة أدوار المهجرين بحثاً عن كسرة تُرمى لهم ! والعرب أحبوا العيش في قتال وحرب وعصبيّة حقيرة , وافتخروا بالفرسان وبجندلتهم للخصوم وكتبوا فيهم المدح والحماس ويضربون الأرض بأقدامهم _ كالغجر في الأساطير , والبربر في كافة العالم _ وعندما يسودهم الجوع يحملون مساكنهم ويرحلون خلف المطر والكلأ ويشربون الخمر ويعبدون الحجارة ويرقصون للقمر ,!وحين جاء وائل ابن ربيعة ( كليب ) وأراد أن يعمل منهم قوماً بمساكن ومملكةً منظّمة , لم يتقبلوا الفكرة وقتلوه _ بكذبة الأنفة _ وحين جاء محمّد عليه السّلام بالدعوة إلى الحقّ وأدار أن يجعل منهم أهل حضارة وعلم وثقافة, حاربوه _ ولولا أنّ الدعوة منصورةٌ من الله لفشلت _ !وبعد نجاح هذه الدعوة قامت الحضارة الإسلاميّة _ بلسانٍ عربيّ _ وكما يقول عمر رضي الله عنه ( نحنُ قومٌ أعزنا الله بالإسلام , ولاه لكنّا أذلّة ,!وحين وصلت هذه الحضارة إلى أوجّ قوتها وعنفوانها في العصر العبّاسي ّ كان للأتراك اليد الكُبرى في ذلك فهم من أشار إلى الإستيطان والسّكن في القصور , وكذلك الحضارة الإسلاميّة في الأندلس هي استعمار لموارد ذلك الشعب فقط , ونهبٌ لثرواته بلسانٍ عربيّ , وحين أعمتهم الدنيا وشغلتهم تحررت الأندلس منهم وعادت لأهلها وبقيت حضارة القوم تشهد كالحمراء وغيرها , ولكن كذلك بفضل الإسلام ,!إذاً الإسلام نظّم العرب وجعلهم يؤمنون بالنظام والمدنيّة والتّحضّر .! وربما الجاهليّة التي كانوا يعيشون بها وطريقة الترحال والهمجيّة هي من أخّرهم لسنواتٍ ,!وخلاصة القول ( العرب لاحضارة لهم , وإنما هم نقلوا الفكر الإسلاميّ بلغتهم , وأكملوا حضارة الفراعنة والفرس والروم , كذلك بلغتهم ,
فحقيقةُ العرب أنّهم شعوبٌ تستفيدُ من ألسنتهم كثيراً ,,حتى قالوا أنّ الحكمة نزلت على ألسنة العرب وأدمغة اليونان وأيادي الصينين ) ,!
محمّدالقاضي
الرياض ,!