الخميس، 19 نوفمبر 2009

كــابوس !

حين يرحل الجيش , سيأخذون معهم آلياتهم ذات الألوان المخيفة ,
وسيتركون خلفهم الموت , وصدى الطائرات التي ستظلّ تحلق في عقولنا حتى حين ,
وطبعاً منطقة في مأمن من أيادي العابثين .

سيشتاق أطفال المخيمات إلى تحطم الجبال وصور الجثث ,
وسيتلهفون إلى أخبار الحرب وشائعاته , وسيتعطشون للدماء , بعد أن أدمنوا القصف !

سيبحثون عن الجنود في الأزقّة , وبين الحطام , وفي رسوماتهم البريئة في حصص التربية وعلى الجدارن !
سينصتون طويلاً كلّ مساء , ينتظرون فرقعة الحجارة في الأودية , وعظام هي حتماً بشريّة !

المخيمات , النازحين , الدمار الظلام والتشرد والقتل , الحرب والهروب ,
الخوف ورائحة الدّم , الشائعات , كاتيوشا وإف 15 , تورنيدو وأباتشي ,
إعتقال استشهاد , محمّد الحسن , ريما مكتبي , وأخبار الثامنة , الوطن !
مفردات ألفناها , وعشناها وسنفتّش عنها حين نبدأ أحاديثنا كلّ مساء بعد أن ينتهي كلّ شيئ .

سيظلّ كلّ الأطفال في المخيمات والقرى , يرتعشون كلّما تمرّ أمامهم الذّكرى ,
وسيسترجعون تلك المساءات المخيفة , والهروب من المجهول ...إليه !
من سمح للجميع بقتل البرآءة , واغتيال الأمان , وكيف سينجو أطفالنا من كلّ هذا الرّعب حين يلفحهم غداً !؟
من يستطيع أن يمسح هذه الذّكرى الأليمة من عقول أطفالنا ؟ ,
ومن سيحضنهم حين يُفيقون من نومهم يصرخون من كوابيسهم اللّعينة ؟

كيف سنُخرجُ أشباح " الحوثيين " من غرف أطفالنا ؟ ,
بعد أن أدخلها الإعلام المتسرّع , والصحافة الشرهة , والآباء المتخلفون !؟
كم من الوقت نحتاج , حتى نجتاز هذه الأزمة النفسيّة !؟
أتمنى أن تقوم إدارات التعليم والمنازل والمؤسّسات ذات المسؤوليّة ,
بالعمل السّريع , لكيلا نُفيق على جيل يخافُ من كلّ غريب , ويرتعشُ لكلّ ذكرى عابرة !

قوارب نجــاة



_ قارب للوطن ,

حتى في الحرب ياوطني , يتقاسمون في الخفاء الحسنات ,
ويبيعون شرف الشهادة ,
حتى وأنت لاتمنحني شيئ , أذود عنكَ بدمي , لتبقى أنت , وأُنسى أنا !
كتبنا لك الخلود , فوجب علينا الحبّ .

_ قارب للغد ,

حين يرحلُ كلّ المنافقين , سأعود أنا , أحمل مصباحي ,
وأبعثُ الرّيحان والفلّ من مرقده , بين الجثـث !

_ قارب لعانس ,

هي لاتنام إلاّ في الضوء , يبدو أنّ شبح العنوسة يشاركها الغرفة ... ويُخيفها !

_ قارب لعاطل ,

ملف كان أخضر , وأوراق أكل الدهر أطرافها ,
يقفُ بها كلّ يوم , يتسوّل حقوقه , في سراديب عزاء لوزارة العمل !
لايملكُ " واو " , بل لديه ربّ لاينام .

_ قارب لفقير ,

الأب الفقير جداً , يودّع طفله الوحيد أمام الباب , في طريقه للمدرسة ,
الطفلُ يتسآئل ببراءة , " بابا ليه أنا بردان ؟ "
انحناءة الأب تزداد وهو يُجيب " لأن ماعندنا فلوس , بس بكرة تتخرج وتتوظف وتجيب لك كوت ! " .

_ قارب للعشّاق ,

إن كان في الحبّ ألف شوكـة ,
فبـهِ وردة , عبيرها يُنسيق تينك الوخزات , فقط امنحها فرصة أن تفوح !

_ قارب لـي ,

وحدي تفترسني أسماك جوعى بعيونها , أمدّ يدي من خلال الخوف ,
وأصرخُ باسمك , بآخر مافي رئتـيّ من أكسجين .... وأنتظر !