السبت، 11 يونيو 2011

مدينةٌ تحلمُ بالماء !


فيروز , بوابةُ الصباحات !
.
.
ماذا يعني ألاّ تنام , ؟
لاشيء , سوى أنّك تبصرُ الأحلام , وهي ترتّب الأيام بجوارك ,
كسيدة عابرة , تحمل أحزانها , في حقيبة مدرسيّة , وتنظرُ للمساءات التي تلوّت على كفّيها
ورسمت أشكالاً هندسيّة , تخبرها كلّ حين أنها كانت هنا العام الماضي
في مدينتي نجدد علاقة أعيننا بأجسادنا في صالات الإنتظار .!
.
.
تقف هذه السيدة أمام ظلّها ,
يبدو لفتاةٍ في العشرين , الظِلال إسقاطٌ لأرواحنا على الأمكنة المظلمة !
ماذا يعني أن يصغرك ظلّك ؟
لاشيء سوى أنّك ستبدأ في تعديل ملابسك ,
لتبدو أنيقاً .... في الظّل .
.
.
في الظّل تبدأُ الأحلام , ساخرةً من كونها تسيرُ بجوارنا ,
الظلّ هو حلمٌ يتجسّدُ في كتلةٍ سوداء صامتة ,
ينتظر أن تعبث بصمته , حين تتحرك , أوتفكر الإقتراب من النّور .
النّورُ في مدينتي يُطفئُ الأحلام , يركلها خلف الشمس ,
الأحلام لاتملك شرعيّة البقاء بجوار أعمدة الإنارة .
.
.
هي لاتحبّه ,
لكنّها تشعرُ بأنوثتها حين يقترب ,
هي الشاطئ , الذي يفتح رداءهُ للبحر , فينقش عليه ما لاينتمي للأحلام ,
البحر لئيم , جداً , يقبّل المكان الخالي من الرّداء , ويغرس قارورة عطر فارغة , ورسالة لاتعرفُ طريقها جيداً إلى الأحلام ,
قدرٌ سيء في مدينتي للرسائل التي يحملها الماء , أن تظلّ عائمة .
.
.
الماء لايتكلم , هو يحملُ لنا غضب البحر , وقارورة عطر , ورسالة مجهولة ,
الماء كلأخرس تماماً , يحاول أن نفهمه , حتى لو انهارَ مُدمّراً .
الصامتون في مدينتي , صادر الماء ألسنتهم , ربما هي قذرة , لأن الماء ظلّ صامتاً .
حين كنّا أطفالاً علمونا أنّ أكل لسان الخروف , يمسخك شاعراً
.
.
علمونا أنّ ماء المطر , يحملُ قداسة الشعر ,
فأكلنا ألسنةً ... وشربنا ماء ... وصمتنا للأبد.
في مدينتي الخرافُ لاتتحدّث ... كالماء !
.
.
وفي مدينتي أحببتك ,
فرأيتُ ظلاً يسير بجواري
يحملُ حلماً له شعرٌ أشقر , وملامح طفلة ,
يصرخُ في وجه النّور , " أين طفلتي "
الأحلام تصرخُ في مدينتي , حين تحمل تفاصيلك .
.
وفي مدينتي نحلمُ , ونرقصُ , ولانُجيد الغناء ,
ننتظر من يغني لنا , كفيروز , فيروز الإبنةُ الشرّعية للموسيقى ,
نستقبلُ معها الصباحات .
.
فيروز وحدها , بوابةُ الصباحات .

ليست هناك تعليقات: