وسيتركون خلفهم الموت , وصدى الطائرات التي ستظلّ تحلق في عقولنا حتى حين ,
وطبعاً منطقة في مأمن من أيادي العابثين .
سيشتاق أطفال المخيمات إلى تحطم الجبال وصور الجثث ,
وسيتلهفون إلى أخبار الحرب وشائعاته , وسيتعطشون للدماء , بعد أن أدمنوا القصف !
سيبحثون عن الجنود في الأزقّة , وبين الحطام , وفي رسوماتهم البريئة في حصص التربية وعلى الجدارن !
سينصتون طويلاً كلّ مساء , ينتظرون فرقعة الحجارة في الأودية , وعظام هي حتماً بشريّة !
المخيمات , النازحين , الدمار الظلام والتشرد والقتل , الحرب والهروب ,
الخوف ورائحة الدّم , الشائعات , كاتيوشا وإف 15 , تورنيدو وأباتشي ,
إعتقال استشهاد , محمّد الحسن , ريما مكتبي , وأخبار الثامنة , الوطن !
مفردات ألفناها , وعشناها وسنفتّش عنها حين نبدأ أحاديثنا كلّ مساء بعد أن ينتهي كلّ شيئ .
سيظلّ كلّ الأطفال في المخيمات والقرى , يرتعشون كلّما تمرّ أمامهم الذّكرى ,
وسيسترجعون تلك المساءات المخيفة , والهروب من المجهول ...إليه !
من سمح للجميع بقتل البرآءة , واغتيال الأمان , وكيف سينجو أطفالنا من كلّ هذا الرّعب حين يلفحهم غداً !؟
من يستطيع أن يمسح هذه الذّكرى الأليمة من عقول أطفالنا ؟ ,
ومن سيحضنهم حين يُفيقون من نومهم يصرخون من كوابيسهم اللّعينة ؟
كيف سنُخرجُ أشباح " الحوثيين " من غرف أطفالنا ؟ ,
بعد أن أدخلها الإعلام المتسرّع , والصحافة الشرهة , والآباء المتخلفون !؟
كم من الوقت نحتاج , حتى نجتاز هذه الأزمة النفسيّة !؟
أتمنى أن تقوم إدارات التعليم والمنازل والمؤسّسات ذات المسؤوليّة ,
بالعمل السّريع , لكيلا نُفيق على جيل يخافُ من كلّ غريب , ويرتعشُ لكلّ ذكرى عابرة !